الحرية في العلاقة
العلاقة هي ذلك الشيء الملازم لك والموجود فيك والذي تحتاج إليه لتعيش حياة متزنة يمكنك أن تعيش وحيدا لكن إلى متى يمكنك أن تلغي الآخرين من حياتك وأن تتخلى عنهم وعن أثرهم في ذاتك وحياتك؟ نعم الأساس والأصل أن تكون ماتريد ويناسبك وأن تعيش حياة تريدها وتناسبك !! وأن تسمح لما اخترته أن يكون في حياتك. لكن مهلاً أنت مخلوق إجتماعي من المفترض أن تكون بذلك واعي وأن تكون إجتماعيا لها معنى عميق وهو أن تكون ماتريد وأن تتعامل مع مالا تريد لتحقيق ماتريد.
مثال:
أنت بينك وبين ذاتك تعاني من الخجل وهذا الخجل منعك من أن تفعل أشياء في حياتك لها أثر طيب فيك وأضاع الكثير من الفرص وأنت لا تريد هذا الخجل يزعجك وجوده وتقول لنفسك لو تخلصت من هذا الخجل فعلت كذا وكذا. لاحظ أنت تريد أن تتخلص من الخجل "تكن واثقاً" وتتعامل معه وهو موجود لديك "تشعر بشعور الخجل" وهذا الشعور يعيق تقدمك وتحقيق ماتريد وتعي أنك لو تخلصت من هذا الخجل ستكون حياتك مختلفة
سؤال: ماذا تنتظر لتتخلص من الخجل؟
لتسمح لشيء جديد تريده أن يتواجد في ذاتك ولتحقق ماتريد في حياتك اكتشف الحلقة المفقوده هنا وهي وعيك في علاقتك مع ذاتك،من المفترض أنك تعرف أن التغيير يبدأ من الداخل ولإحداث هذا التغيير تحتاج لبناء علاقة واعية مع ذاتك
لنأخذ مثال
أنت تعاني من الخجل الذي يعيق تقدمك وتحقيق ما تريد ولكنك اكتفيت فقط بملاحظة هذا الخجل وسمحت له أن يسيطر عليك في مواقف كثيرة، في هذه الحالة ماذا يحدث؟ تشعر بالخجل وتعيق تحقيق ماتريد، بعبارة أخرى أنت تعي بالمشكلة التي تعاني منها ولكنك لم تحلها أبدا
تأتي هنا أهمية علاقتك مع ذاتك. دماغك يعطي الأمر للمشاعر لتشعر بشعور الخجل، تحدث هذه العملية لسبب ما ولذلك مطلوب منك أن تبدأ تبحث عن سبب هذا الشعور "الخجل" لتعالجه وتعالج جذره
هل السبب معتقد فكره ذكرى سوء فهم أو أشاء أخرى, لماذا أشعر بالخجل؟ ما الذي يجعلني أشعر بالخجل, هل أعتقد بمعتقد يسبب ذلك؟ هل أنا واثق بذاتي بما فيه الكفايه؟ هل الخوف له علاقة بخجلي؟ أنا متأكد أنه هناك سبب لهذا الخجل
لحظة.. أنا أخجل لأنني أخاف من سماع انتقادات الآخرين لي!!, ولكن هم أحرار بآرائهم هم أحرار.. ولكن أنا اتأثر جدا بآرائهم.. مممم ولماذا أنا اتأثر بآرائهم.. اعتقد أنني لست واثقا بذاتي بما فيه الكفاية لدرجة أنني اتأثر بانتقاداتهم
طيب وماهو الحل؟
الحل هو أن تعزز من ثقتك بذاتك..عندما تختار أن تقوم بشيء فأنت اخترت ذلك لأنك تريد ذلك.. ويناسبك ذلك آراء الآخرين تدل عليهم وعلى وعيهم ومعرفتهم وتجاربهم كل واحد منهم يراك من زاوية وعية الخاصة هو مختلف عنك وأنت مختلف عنه
طيب هل الإختلاف موجود دائماً بيني وبين الآخرين؟
يوجد الإختلاف ويوجد التوافق بينك وبين الآخرين
عملية إرضاء الآخرين متعبة وشاقة وغير قابلة للتحقق
الحياة هكذا عميقة ومتنوعه ومختلفة ومتضاده ومتشابه, مهمتك هي أن تعزز من ذاتك..أن تعي أكثر أن تتعلم بصورة أوسع علاقتك مع ذاتك هي الخطوة الأهم في كل العلاقات في حياتك
طيب
كيف يمكن لعلاقتي مع ذاتي أن تفيدني؟ علاقتك مع ذاتك تفيدك كما تستفيد رئتيك من الهواء تستنشق الهواء..لتمتص رئتيك الأوكسجين وتطرد ما عدا ذلك عن طريق الزفير علاقتك مع ذاتك تشبه ذلك..إذا توقفت عن التواصل مع ذاتك لإصلاحها وتطويرها والعمل على توازنها..ستبدأ الفوضى بالظهور
الذات
هي كل ما يشمل عملية التواصل الداخلية التي تحدث لك مثال : تتلقى من العالم الخارجي "الحياة" الكثير من الأحداث والمعلومات
تنقسم هذه الأحداث والمعلومات إلى ثلاث أقسام معالجة، لا واعية، مبرمجة
المعالجة:
وهي التي تعي بها وتختارها بقرارك وتسمح لها بالمرور إليك والتأثير فيك
وهي التي تعي بها وتختارها بقرارك وتسمح لها بالمرور إليك والتأثير فيك
اللاواعية:
وهي التي تمر إلى اللاواعي لديك بدون فلتره وانتباه
وهي التي تمر إلى اللاواعي لديك بدون فلتره وانتباه
مثال, تسمع كثيرا أن الخجل صفة في الإنسان لا يمكن التخلص منها
مبرمجة:
وهي كثافة معلوماتية تتكرر عليك ولا تحاول التحقق منها فتعمل على برمجتك..مثال : شخص تعتبره من الثقات وكل ما يقوله تقبله وترحب به..مع التكرار تتكون لديك معتقدات مماثله لما كان يمرره لك ذاك الشخص التي تثق فيه
مبرمجة:
وهي كثافة معلوماتية تتكرر عليك ولا تحاول التحقق منها فتعمل على برمجتك..مثال : شخص تعتبره من الثقات وكل ما يقوله تقبله وترحب به..مع التكرار تتكون لديك معتقدات مماثله لما كان يمرره لك ذاك الشخص التي تثق فيه
فائدة علاقتك الواعية مع ذاتك مستمره ومتوسعه فكل ما تسمح له أن يمر إلى ذاتك وتصدقه وتعتقد فيه يعمل لأنك سمحت بالأسباب أن تتواجد أنت سمحت بالأسباب..وأنت الذي يحصل على النتيجة عندما تغير الأسباب.. تتغير النتائج
مثلا.. عندما تسمح بأسباب الثقة بالذات بالتواجد تحصل علي نتائج تدعم ثقتك بذاتك وأيضا عندما تنظف أسباب شعورك بالخجل سيختفي الخجل كنتيجة لذلك
في الذات حياة.. وللحياة ذات تعمل
مزْيد المطيري.. لايف كوتش ومدرب